الجمعة، 1 يوليو 2016

دور الفن الحقيقي

 دور الفن الحقيقي




 وُجد الفن لترميم، تعديل، تقويم، وتصحيح أبنية ومسارات، سلوكيات، وظواهر النفوس، والمجتمعات، والكثير في حياتنا .. وفي اعتقادي أن الفن ملاك حارس .. وغير ذلك فهو شيطان محرض على الشر، وحين كان الفن ملاك فهو دليل على رغبته في وهب العالم سلاما وجمالا .. وعندما نعرف أن على هذا الملاك أن يرسم لنا حياتنا بشكلها الجميل ويجعل ملامح ظروفنا ألطف .. فإنه كالدواء الذي يخفف الألم أو يزيله .. وهو كالسراج والبوصلة دليل .. وهو كالأم الحنون .. وهو كالمعلم الفاضل .. لكن لن تتم مثالية الحياة ولا إنسانية البشر .. إن لم يؤدِ الفن دوره كالبطل القوي المحارب .. مثل جندي على حدود الوطن .. وشرطي يحفظ الأمن .. وأب يتحمل المسؤولية .. و جلاد ينفذ الحكم وقاضي يحكم بعدل .. ومشرط يفتح في جسد المجتمع جرح ليجتث خطر ..
هذا الدور الحقيقي للفن بكل ألوانه سواء تشكيلي أو موسيقي أو أدبي أو مسرحي .. الفن جميل حاضر في مخيلاتنا بخصوبة غنية بالأمل لأن الألم في الواقع فاق طاقاتنا .. وبالتالي .. فإن دور الفنان مجسدا في كاتب أو رسام أو موسيقي أو مسرحي .. هو دور عظيم كيف يجعل من حياة مجمتعه جنة حقيقية .. ليقدم إبداعه نقياً كماء المطر يحيي كل ما على الأرض .. وتقياً كنبيّ يحمل رسالة حب إلهية للبشر .. صادقاً وشفافاً كإجابة من بين شفتي طفل لم تلوثه أطماع كبيرة .. وحادا كسيف مهمته قطع أي طريق قد يؤدي بنا للهلاك .. وثمين كالروح التي لن تعود لو غادرت .. وهذا كله جعل في تصوري أن الفن صاحب هدف سامي وعليه أن يستخدم كل ما يمكن لنتمكن جميعنا من الخلاص من عقابنا في الدنيا والوصول إلى الجنة التي انزلقنا منها بسبب الشيطان وأطماع فُطرت بالنفس البشرية من الأزل وهي سبب انزلاقنا الدائم .. لنرفض أن يكون الفن شيطاناً فيكفينا الشياطين التي تمرح حولنا بغواياتها الملونة وبعض أقرانهم من الإنس الذين فاقوهم في الشر .. يعبثون بإنسانيتنا .. حتى فقدناها أو هي فقدتنا ..

لازلت عند قناعاتي .. الفن يمسح على القلوب .. يغسل النفوس .. ويرتقي بالأرواح .. وما يدور خارج هذا الفلك أعتبره قُبح ولا يمكن أن أصفه بالفن .. فإن لم يكن هو وسيلة لردع الظواهر سلبية في مجتمعاتنا، فعلى الأقل لا يكون غاية لتفريغ الكبت والقهر بأسلوب يُدمر ما تبقى من إنسانيتنا ويهد جسر السلام بين القلوب ..
إن لم نواجه مثل تلك التشوهات في الإطار الأخلاقي، لن نتمكن من العلاج فيما بعد وسيفقد الفن رسالته السامية.
لنكتب من أجل الإنسانية بمنتهي الحب .. ولنكتب من أجل الأخلاق بمنتهى الأدب .. ولنكتب من أجل الجمال بمنتهى الإحساس .. ولنكتب من أجل الانتصار بمنتهى الوفاء .. 
لا يمكن أن نصحح أخطاءنا بسترها أو فضحها .. يمكننا فعل ذلك بمواجهتها بجرأة وثبات على القيم.



دمتم بكل الود


هبة جودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق