وفي منتهى الحزن .. سوف تفرح، وبعد التحليق سوف تتعب، وتنزل لترتاح جناحي روحك من طيرانك الطويل .. بعد كل شيء سوف تلقى ضده .. فإن لم تتقلب بك الحياة فأدرك أنك ميت، وإن طاوعتك الدنيا فاعلم أنك راكد .. الحياة التي لا تشد وترخي .. تشبه جثة تحللت واختفت معالمها .. الدنيا التي تفتقد للمد والجزر .. مثل عتمة لا تعرف نفسك فيها .. وتخشى الارتطام بوجه قبيح تخشاه .. الحياة المؤجلة تفقد للروح للنكهة وتُفقدنا الرغبة في الاستمرار ..
اسمع الحزن .. إنه يحكي عن الحياة بلغة مرنة .. ومزاجية .. مشاغبة .. وموقرة أيضا .. التناقض شيء جميل يوحي بالحياة .. تأمل الطبيعة، هذه الأرض ما عليها وما حولها .. ابتعد اكثر واعرف الكون بمجهوله .. هذه شفافية الموسيقى ... عذوبة الإحساس .. إنها تقلبات الدهر .. فإن كنت متألما كثيرا كن متأملاً كثيرا .. وإن كنت مرتاحا .. كن قلقا بعض الشيء .. وإن كنت آمنا فكن متوجسا .. وإن كنت منتظرا فابحث .. وإن كنت تبحث فانتظر .. وإن كنت مظلوما فانتصر .. وإن كنت ظالما فكف عن ظلمك .. إن كنت تحتضر فانتفض بالحياة .. وإن كنت مفعما بها فانتبه للموت ..
كُن أنت .. مثل هذا اللحن المنغم بحروفه بين الحزن والفرح .. مثل رسالة تبدأ بعتاب وتنتهي بعناق الأحباب .. مثل أرجوحة تطلقها للريح فترفض السكون .. مثل صدى يعيد الحقيقة إن انبثقت بين جبال الصبر .. أن استمر فالحياة تحتاجك.