أرملة
توفي زوجها وهي لم تتخط الثلاثين، تاركاً لها أربعة من الأطفال، احتضنتهم بخوف متحدية المجتمع، وعروض الزواج، رفضت أن تتخلى عنهم، بيديها أطعمتهم من خبز عمرها، حتى كبروا، نضج فيهم طموح الرحيل، ظلت تهدهدهم بيدي قلبها، تغلف أرواحهم بدعائها الخفي، تفرقوا يبحثون عن نجاحاتهم، وهي تظل كعبة أحزانهم، يحجون إليها كلما أوجعتهم الحياة، ينامون ملتحفين بأحلامهم، تسهر يقرصها برد الوحدة، وهي جائعة لقضمة أمل بلقائهم، لكنها تؤثر الصمت على الشكوى، في ليلة صيفية، كانت تجلس بالقرب من باب كوخها، اقتربت حفيدتها ذات الثماني سنوات، لتجلس بجوارها تتأمل أشعة القمرالتي تتغازلها بين الغيوم ..
سألتها:
- لماذا تفضلين الوحدة يا جدتي؟
- لست وحيدة يا صغيرتي، فأنتِ معي
- لكني أقصد أنك دائما الجلوس وحيدة كل ليلة، لماذا لا تأتين معنا؟
- لأني هنا أنتظر جدك كل ليلة، ليطل علي من جنته
- لماذا لم أره يوماً؟
- كيف لا ترينه وهو هناك بين الغيوم؟ - مشيرة للقمر- تبتسم كأنها تراه فعلاً
- هكذا تقول أمي دائما، أنكِ سترحيلن إلى حيث جدي قريبا، لكني لا أريدك أن ترحلي فأنا أحبكِ
تتدرحرج الدمعة ألماً فوق خدها، بينما تخنق الغصة قلبها الذي ترمل مبكرا ولم ينفض يده من العطاء، روحها تتجه لله تسأله صبراً حتى يحين اللقاء.
توفي زوجها وهي لم تتخط الثلاثين، تاركاً لها أربعة من الأطفال، احتضنتهم بخوف متحدية المجتمع، وعروض الزواج، رفضت أن تتخلى عنهم، بيديها أطعمتهم من خبز عمرها، حتى كبروا، نضج فيهم طموح الرحيل، ظلت تهدهدهم بيدي قلبها، تغلف أرواحهم بدعائها الخفي، تفرقوا يبحثون عن نجاحاتهم، وهي تظل كعبة أحزانهم، يحجون إليها كلما أوجعتهم الحياة، ينامون ملتحفين بأحلامهم، تسهر يقرصها برد الوحدة، وهي جائعة لقضمة أمل بلقائهم، لكنها تؤثر الصمت على الشكوى، في ليلة صيفية، كانت تجلس بالقرب من باب كوخها، اقتربت حفيدتها ذات الثماني سنوات، لتجلس بجوارها تتأمل أشعة القمرالتي تتغازلها بين الغيوم ..
سألتها:
- لماذا تفضلين الوحدة يا جدتي؟
- لست وحيدة يا صغيرتي، فأنتِ معي
- لكني أقصد أنك دائما الجلوس وحيدة كل ليلة، لماذا لا تأتين معنا؟
- لأني هنا أنتظر جدك كل ليلة، ليطل علي من جنته
- لماذا لم أره يوماً؟
- كيف لا ترينه وهو هناك بين الغيوم؟ - مشيرة للقمر- تبتسم كأنها تراه فعلاً
- هكذا تقول أمي دائما، أنكِ سترحيلن إلى حيث جدي قريبا، لكني لا أريدك أن ترحلي فأنا أحبكِ
تتدرحرج الدمعة ألماً فوق خدها، بينما تخنق الغصة قلبها الذي ترمل مبكرا ولم ينفض يده من العطاء، روحها تتجه لله تسأله صبراً حتى يحين اللقاء.
هبة جودة