الاثنين، 1 أغسطس 2016

جدول - هايكو


الحياة فيك



وفي منتهى الحزن .. سوف تفرح، وبعد التحليق سوف تتعب، وتنزل لترتاح جناحي روحك من طيرانك الطويل .. بعد كل شيء سوف تلقى ضده .. فإن لم تتقلب بك الحياة فأدرك أنك ميت، وإن طاوعتك الدنيا فاعلم أنك راكد .. الحياة التي لا تشد وترخي .. تشبه جثة تحللت واختفت معالمها .. الدنيا التي تفتقد للمد والجزر .. مثل عتمة لا تعرف نفسك فيها .. وتخشى الارتطام بوجه قبيح تخشاه .. الحياة المؤجلة تفقد للروح للنكهة وتُفقدنا الرغبة في الاستمرار ..
اسمع الحزن .. إنه يحكي عن الحياة بلغة مرنة .. ومزاجية .. مشاغبة .. وموقرة أيضا .. التناقض شيء جميل يوحي بالحياة .. تأمل الطبيعة، هذه الأرض ما عليها وما حولها .. ابتعد اكثر واعرف الكون بمجهوله .. هذه شفافية الموسيقى ... عذوبة الإحساس .. إنها تقلبات الدهر .. فإن كنت متألما كثيرا كن متأملاً كثيرا .. وإن كنت مرتاحا .. كن قلقا بعض الشيء .. وإن كنت آمنا فكن متوجسا .. وإن كنت منتظرا فابحث .. وإن كنت تبحث فانتظر .. وإن كنت مظلوما فانتصر .. وإن كنت ظالما فكف عن ظلمك .. إن كنت تحتضر فانتفض بالحياة .. وإن كنت مفعما بها فانتبه للموت ..
كُن أنت .. مثل هذا اللحن المنغم بحروفه بين الحزن والفرح .. مثل رسالة تبدأ بعتاب وتنتهي بعناق الأحباب .. مثل أرجوحة تطلقها للريح فترفض السكون .. مثل صدى يعيد الحقيقة إن انبثقت بين جبال الصبر .. أن استمر فالحياة تحتاجك.

ومضة ثقة


عيناك


مقتطع من روايتي/ جرحان نحن والحب ثالثنا



بهدوء يكسوه الخوف، وارتعاش كف تُمسك بيده الممدة بجوار جسده الغائب عن الوعيّ، تتأمله، وجهه المتعب، شعر ذقنه الذي نبت على نحو عشوائي، وغير مرتب، إغماضة جفنيه التي تفتن عن غيابه ... إنها لم تعد تحتمل المزيد من قسوة الحياة، هو يمثل القوة والأمان بالنسبة لها، وهي الآن عاجزة عن إيقاظه، تجلس لا تعرف إلا البكاء والدعاء ..
غادرت الممرضة، فأفسحت لها مجال البوح المستفيض من الشوق واللهفة .. رفعت كفه إلى وجهها، كما كان يفعل دائماً .. ثم قبّلت ظهرها .. وهي تهمس: اشتقت إليك ... حبيبي أشعر أنك لم تعد لديك قوة لتحمل ضربات الحياة، لم يعد لديك الجرأة لمواجهتي والاعتراف بأنك تعبت .. أعلم ذلك ولو حاولت دائما أن تبدو قوياً وصبوراً .. أنا أكثر من يشعر بك .. فأنت ابن قلبي وحبيبه، موطن روحي، ومرفأ أماني .. وأنا مرآتك التي ترى نفسك فيها دائما ..
تنهيدة طويلة تحاول أن تحصل على الأوكسجين بصعوبة .. دموعها تبلل يده .. وصمته يغمر كيانها بالرعب .. صوته دائما يطمئنها .. لا تسمع الآن إلا طنين الأجهزة الموصلة بجسده القوي ..
برعب طفلة مرتجفة تتمتم: هل أنت بخير؟
قل يا حبيبي، هل يُعقل أن نستسلم للحياة وأن نستمر لعبة في يد القدر، أعلم أن الألم لم يسمح لك بإدراك مشاعرك الأخيرة، حتى أنا اختلط عليَّ الأمر ..
يا روحي، عداد المواقف المؤلمة يكاد ينفجر، لنهرب منه .. لنصفر الأرقام، لنبدأ من جديد .. ألا يمكن أن نزيل كل ما مضى ونجرب الميلاد مجددا
أذتكر حين قلت لي أن كل شروق هو مفتاح للحياة .. دعنا ننسى ما جرى ونبدأ الحياة التي نستحق، أرجوك لا تيأس، امسح كل أحزانك، وانفض عنك غبار الهزيمة، انهض يا حبيبي .. أحيانا نكون مجبرين على التخلي عن الماضي، ونسيان كل شيء والبدء من جديد .. لأجلي افعلها هذه المرة .. فعلتها مرارا لأجلك
أريد أن أعيش حتى أشبع، أشعر دائما أن هذا آخر يوم في عمري منذ أن أصابني المرض  .. دعنا نعيش العمر في كل يوم كأنه آخر يوم، اسمح للفرحة أن تعاود البقاء هنا في قلوبنا
فمهما كان ينتظرني أريد أن أعبر الطريق بسلام وأمضي إلى النهاية وأنا مطمئنة بك ومعك ..
أرجوك افتح عينيك .. لا تكسرني ..أريد أن أحبك كل لحظة مجدداً، افتحها يا روحي فأنا ميتة الآن.

مقتطع من روايتي/ جرحان نحن والحب ثالثنا

#هبة_جودة